مقابلات مع مدافعات عن حقوق الإنسان في السودان: أسيل عبدو

مقابلات مع مدافعات عن حقوق الإنسان في السودان: أسيل عبدو

قابلنا المدافعة عن حقوق الإنسان أسيل عبدو. وهي مدافعة شابة عن حقوق الإنسان وتنشط في عدة حراكات ومبادرات نسوية واجتماعية عدة

 

-هل يمكنك وصفُ الهجمةِ الحاليةِ على المدافعاتِ عن حقوقِ الإنسانِ في السودان؟

في الحراكِ الحالي في السودان تلعبُ المرأةُ دوراً مؤثراً، سواء كانت تعِّرفُ عن نفسِها بأنها مدافعةٌ أو ناشطةٌ أو فقط متظاهرة. المدافعاتُ يقُدنَ الحراك. أنا أعملُ في الحي عندي ووسطَ أسرتي والأُسرِ الأخرى في مجتمعي. يتمُ اعتقالُ المدافعاتِ من بيوتِهن ويتمُ رصدُهن خلال تحركاتِهن في الشوارع وفي المواكبِ لدرجةِ أنَّ المدافعةَ أصبحت تغطي وجهَها لأنها مرصودةٌ. والرصدُ كبيرٌ للمدافعاتِ عن حقوقِ الإنسان ومخيفٌ ومرعبٌ لأنَّ الاعتقالاتِ أصبحت مِنَ المنازل، وكلها  تعسفيةٌ.

-ما هي الانتهاكاتُ التي تتعرض لها المدافعات حالياً؟

في الفترة الأولى من الثورةِ كان العنفُ كله جسدياً. كانت المدافعاتُ يتعرضنَ للضرب، وفي الآونةِ الأخيرة بدأ العنفُ الجنسي كالتحرشِ الذي يحصلُ أثناءَ الاعتقالِ  يظهرُ بشكلٍ بارز، وهذا اعتداءٌ على النساءِ السودانيات. ربما لأنَّ السلطاتِ شعرَت بأنَّ النساءَ عدنَ إلى الشارعِ برغمِ العنف، وجدت أنَّ التحرشَ وسيلةٌ أخرى لترهيبِهن لأنه يؤدي إلى ضررٍ نفسي كبير. ويتمُ التحرشُ بهن جهاراً أمامَ الناس. أضِف إلى ما تقدم الاعتقالُ التعسفي.

-هل تشعرين بأن هناك تزايداً في مقاومة المدافعات؟ وهل تشعرين بأنه يتم ابتكارُ طرقٍ خلّاقةٍ للمقاومة؟

أرى أموراً جديدةً تحصلُ في ابتكارِ طرقِ المقاومة. أصبحنا نتكلم. كنا نشعرُ بالخوف وأصبح الخوفُ يسيطرُ على الجزء الثاني الذي نقاومُه. التحدثُ والبوحُ هما من طرقِ المقاومة لدينا. وأصبحت قضايانا رأياً عاماً. ونحن نزيدُ وعي غيرنا من النساء اللواتي يخفنَ ولسن منخرطاتٍ في دوائرِ المدافعات ونقولُ لهن حين تعرضهن لأي تهديدٍ أو خطرٍ أن يتحدثنَ وألا يخفنَ. حتى نطلبُ منهن تصويرَ أجسادهن. أصبحتُ المدافعاتُ يشكلنَ درعاً من الحمايةِ حولك. في السابقِ كنا  نبتعدُ عن الأحياءِ لأنَّ مفهومَ المدافعةِ في السودان جديدٌ. كنا في السابق نُحارَبُ من قِبلِ مجتمعنا الذي يرانا “بناتٍ فالتات”. فحين كنا نحاولُ توعيةَ فئاتِ المجتمع عن ختانِ الإناث، كنا نتعرضُ  للإساءة لنا ولأُسرِنا. كنا دائماً نعملُ في أماكن بعيدة عن مجتمعنِا وأُسرِنا. ولكن الثورةَ أحدثت ثورةً مفاهيميةً، وهناك وعيُ سواء من الأُسر أو منَ المجتمع وأصبحنا نعملُ في أحيائنا. وأصبحَ هناك نوعٌ من التقبلِ للمدافعة. أنا أعملُ في حيي. أظهرُ وأعرِّفُ باسمي في مكاني. لا يوجدُ عيبٌ. اختفى مفهومُ العيبِ للمدافعةِ في  الحراكِ الاجتماعي.

ما هي توصياتُك للمجتمع الإقليمي والدولي؟

يجبُ أن يكونَ هناك مناصرةٌ وتضامن. على المدافعاتِ في إقليمِنا الوقوف معنا والتضامن معنا كمدافعاتٍ في السودان.

أنا سعيدةٌ جداً بما يحصلُ في السودان. سواءَ كنتِ عشرينيةً أو ثلاثينيةً أو خمسينية، أنتِ في الشارع. السلطاتُ السودانيةُ عنصريةٌ. ولكنَّ الحراكَ والشارعَ جمعانا وجعلانا نطرحُ هذه القضايا وقضايا الإباداتِ الجماعيةِ في دارفور وجبال النوبة. حتى لو لم نُسقطْ النظامَ  بعد فإننا فككنا ألفَ مفهومٍ عنصريٍ وطبقيٍ وذكوري.

Facebook
Twitter
LinkedIn